يمنات
قال فارس السقاف، مستشار الرئيس اليمني الانتقالي، عبدربه منصور هادي، أمس الأربعاء، إن مصير اليمن المهدد بالانزلاق إلى أتون حرب أهلية «سيتحدد في غضون الثمانية والأربعين ساعة القادمة».
وأضاف في تصريح لصحية (الاتحاد) الاماراتية: «سيتضح خلال يومي الخميس والجمعة ما إذا كانت الأزمة المتفاقمة في البلاد ستتجه نحو الانفراج أو مزيد من الاحتقان»، ربما يؤدي إلى نشوب حرب أهلية وسط العاصمة صنعاء في ظل استمرار الحوثيين بتصعيد حراكهم السلمي والمسلح ضد الحكومة الحالية على خلفية قرارها أواخر يوليو بزيادة أسعار الوقود.
وذكر أن الوضع في العاصمة صنعاء «كان مهيأً للانفجار» الثلاثاء بعد مقتل سبعة أشخاص برصاص جنود فتحوا النار على آلاف من مؤيدي حركة التمرد الحوثي حاولوا اقتحام مبنى رئاسة الحكومة، «إلا أنه تمت السيطرة على الموقف»، حسب قوله.
وكان الحوثيون رفضوا الأسبوع الماضي مبادرة سياسية أطلقها الرئيس عبدربه منصور هادي لإبعاد شبح الحرب الأهلية تضمنت تشكيل حكومة جديدة وتخفيض أسعار الوقود بنسبة 30 في المائة من الزيادة السعرية، وهو ما زاد من تعقيدات الأزمة الراهنة.
واستبعد المستشار الرئاسي صدور مرسوم حكومي جديد بتخفيض آخر لأسعار الوقود لاحتواء الحوثيين، وقال: «لا يمكن للترقيعات أن تحل الأزمة الحالية»، مضيفا:«لا بد من عقد لقاء موسع بين الرئيس هادي والمكونات السياسية وجماعة الحوثيين لتدارس الوضع والخروج باتفاق يمثل خارطة طريق جديدة».
وأردف:«الأمور تتجه نحو انعقاد هذا اللقاء في غضون يومين لكن المفاوضات الجارية بطيئة أمام التصعيد الكبير على الأرض».
وعلى الأرض عزًز الجيش اليمني تواجده عند مداخل صنعاء أمس الأربعاء غداة اشتباكات مع مسلحين من جماعة الحوثيين هاجموا منشآت حيوية وخدمية جنوب العاصمة، وسط مخاوف دولية من تحول المواجهات إلى «نزاع عنيف مستمر» بعد مقتل محتجين سلميين من مؤيدي حركة التمرد برصاص قوات الأمن الرئاسي أمس الأول.
وذكر شهود عيان ل(الاتحاد) إن الجيش نشر قوات إضافية مدعومة بمدرعات عند المدخل الغربي للعاصمة حيث يستمر التوتر منذ أسابيع على خلفية الاحتجاجات الشعبية المناهضة وتقودها جماعة الحوثيين التي يتمركز آلاف من مقاتليها عند مداخل صنعاء منذ 18 أغسطس بينما يستمر مئات غير مسلحين منذ الأحد الفائت بإغلاق شارع المطار ووزارتي الكهرباء والاتصالات وهيئة البريد، شمال المدينة.
وأفادوا بان الجيش استحدث نقطة تفتيش في شارع الخميس على بعد مئات الأمتار من نقطة التفتيش الرئيسية في منطقة «الصباحة»، حيث يوجد المعسكر الرئيسي لقوات «العمليات الخاصة» الأكثر تأهيلا وتدريباً داخل المؤسسة العسكرية اليمنية.
كما وضعت قوات احتياط الجيش اليمني المتمركزة عند المدخل الجنوبي للعاصمة في حالة «تأهب قصوى» بعد اشتباكات قصيرة، مساء الثلاثاء، مع مسلحين حوثيين هاجموا محطة لتوليد الطاقة ومنشآت حكومية خدمية في منطقة «حزيز» التي تعد واحدة من مناطق نفوذ الحوثيين في صنعاء.
وذكر عقيد في قوات الاحتياط ل(الاتحاد):«أدت الاشتباكات (الثلاثاء) إلى رفع حالة التأهب إلى أعلى مستوى»، مؤكدا استقرار الوضع صباح الأربعاء في المنطقة «بعد أن نجحت القوات في طرد المسلحين الحوثيين» الذين كانوا قد تمركزوا على اسطح عدد من منازل السكان المحليين.
وأكد مقتل شخص وجرح آخرين في الاشتباكات التي انتهت بطرد المسلحين وإعادة فتح الطريق الذي يربط العاصمة صنعاء بأغلب مدن البلاد.